كيف أستعد للامتحان وأراجع دروسي

كيف تستعد للامتحان ؟

الامتحان لا تخلو الحياة العلمية والأكاديمية من إجراء العديد من الامتحانات التي تعتبر من أهم الأدوات التقيمية على الإطلاق، فهي تعكس أداء الطالب بشكل فعال أكثر من الوسائل الأخرى، حيث يختبر الامتحان قدرات الطالب، وحكم المعلومات والمعارف التي امتلكها خلال فترة دراسته طالت هذه الفترة أم قصرت. الامتحان يشكّل رهبة حقيقية وكبيرة، حيث يدخل التوتّر إلى قلب الطالب، وهذا التوتّر هو سبب رئيسيّ من أسباب ضعف علامات بعض الطلاب، على الرغم من امتلاكهم الذكاء والقدرات العلميّة المطلوبة التي تؤهّلهم وتساعدهم على الوصول إلى مرادهم وأهدافهم، أمّا أسباب التوتّر فقد تنتج عن قلة ثقة بالنفس، بالإضافة إلى ظروف الامتحان السيّئة، أو لعلة أخرى في الممتحَّن أو ربما في مكان الامتحان، إلا أنه من الواضح أن الاستعداد السيّء غير الجيّد للامتحان يعتبر من أهمّ العوامل التي تعمل بشكل أو بآخر على زيادة التوتّر أثناء تقديم الامتحان، وفيما يلي توصيح لطريقة الاستعداد الجيّد للامتحان. طريقة الاستعداد للامتحان لا يجب تأجيل كافّة الموادّ الدراسيّة إلى ما قبل الامتحان بساعات قليلة، فداراسة آخر عشر دقائق تزيد التوتّر، وتقلّل من قدرة الإنسان على التفكير أثناء الامتحان، وبالتالي من قدرته على الإبداع، لهذا فقد كان من الضروري أن يبدأ الطالب بالاستعداد للامتحان بدارسة دروسه أوّلاً بأوّل، دون مراكمة أوتأخير، ودون أن يكون هناك أي تأخير أو تسويف. يجب تهيئة النفس لقدوم الامتحان، فالتهيئة النفسية لهذه الفترة الهامّة من عمر الطالب تساعد في التقليل من رهبتها، كما تعمل على زيادة قدرة الطالب على التأقلم والتعاطي مع هذه الفترة الهامّة. يجب الاستعداد استعداداً عقلياً للامتحان، ومعرفة طريقة الدراسة الصحيحة بحسب المادة التي سيقدم الطالب الامتحان بها، كما يجب أن يعرف الطالب أن عليه تهدئة العقل والدماغ وإعطاؤهما حقهما من الراحة، كما يجب ترتيب الأفكار قبل الدخول في الامتحان. عندما يقترب موعد الامتحان يجب إعطاؤه الوقت المناسب للدارسة فلا يجوز دراسة مادّة مكوّنة من ستمئة صفحة في يوم أو يومين، فمهما كانت قدرة الإنسان فإنّه لن يستطيع القيام بذلك، لهذا فإنه يجب تقدير الوقت تقديراً جيداً ومناسباً حتى يتمّ التركيز خلال الدراسة على كلّ تفصيل من تفاصيل هذا الامتحان. يجب التمرّن على حلّ الأسئلة وخاصّة أسئلة السنوات السابقة، ذلك أنّ هذا النوع من أنواع التدريب قبل الامتحان يساعد على تهيئة الطالب نفسياً أكثر على جو الامتحان، فالطالب عندما يرى نمط الأسئلة التي سوف يسأل عنها ترتاح نفسيته ويهدأ روعه، فالإنسان يخاف من المجهول، لهذا فمتى ما علم هذا المجهول صار أمره هيناً أكثر. يجب رسم خطة الجواب عن السؤال المطروح في الامتحان قبل الشروع بالإجابة، ويجب أن تتضمن خطة الجواب تركيزاً على أهمّ النقاط التي يعتقد أن المصحح يهتم بها ويريد أن يراها في الإجابة.

مشاكل تواجه الطلبة

تظهر الحقيقة جليّة أنّ عدد كبير من الطلبة لا يهتمون بالدراسة الجادة والمراجعة الحقيقية إلّا عند اقتراب موعد الامتحان وقبيل الموعد المحدد بأسابيع معدودة، فيبذلون قصارى جهدهم في محاولة تدارك ما فات من اهمالهم، ومواكبة ما ضاع عليهم، فيتعبون وربما ينعزلون للاجتهاد، ويسهرون لساعات طويلة ومتأخرة مستعينين بشرب بعض المنبهات –كالشاي والقهوة- والتي يظنون أنها تنفعهم، ولكن في الحقيقة فإنّ ضررها أكبر من نفعها بكثير، حيث تؤثر سلباً على الجسد والعقل، فتحمل الجسد والعقل أكبر من طاقتهما مما يسبّب في التعب والهزلان بعد فترة معينة، فيعجز الطالب عن التركيز أكثر أو القيام ببعض العمليات العقلية المعقدة. ويضيق الوقت ما قبل الامتحان حين يدرك الطالب أنّه في مأزق، مما يجعله يعيش حالة من العجلة في محاولة لإصلاح ما فات، غارقاً في حالة جادّة من الهلع والخوف من شبح الامتحان، فيبدأ الطلبة بممارسة سلوكيات خطأ وبعيدة تماماً عن التعامل السليم والمفترض في حالاتهم هذه، فتذهب جهودهم ووقتهم وتعبهم أدارج الرياح، ولكي لا يجد الطالب نفسه في هذا المأزق وهذه الظروف، فيبدأ بتعليل سبب فشله بأنّ الامتحان كان أصعب من المستوى المفروض، أو أنّ التصحيح لم يكن عادلاً ودقيقاً كفاية، فهناك نصائح ووصايا تظهر السلوك الصحيح والتعامل السليم مع فترة ما قبل الامتحان، للمساعدة في الخروج من هذه الفترة بأكبر قدر ممكن من الفوائد. الاستعداد لأي عمل هو أمر طبيعي يجب القيام به قبل الشروع في العمل؛ فبنظرة سريعة حولنا نجد أنّ أي شخص يقدم على عمل يبدأ بالاستعداد له قبل مدّة، وسيكون الأمر هكذا أيضاً بالنسبة للطالب، حيث إنّه لا بدّ من الاستعداد النفسي والعقلي والجسمي قبل دخول الامتحان، وإلّا فإنّ النجاح سيكون بعيد المنال، وتعتمد عملية الاستعداد للامتحان بشكل كلّي تقريباً على الطالب، فبيده تقرير الوقت المناسب وحجم المتطلبات التي تقع على عاتقه. نصائح الاستعداد للامتحان بداية وقبل الشروع في القيام بهذه النصائح والخطوات لا بدّ من استحضار النيّة الخالصة لله تعالى، والتوكل عليه وأن تسأله وحده التوفيق، فبيده تعالى التوفيق والهداية إلى النجاح: التزم الهدوء والتهيؤ نفسياً، فأزل من طريقك كل مسببات التوتر والأفكار الضلالية التي تحوم مثل شبح في مخيلتك وتزيد من مخاوفك، فحاول قدر المستطاع طرد هذه الأفكار من دماغك وكن واثقاً بنفسك وبقدرتك، واعلم بأنّك في مرحلة الدراسة ستواجه الكثير من الشرود الفكري، فكن على استعداد لمقاومة هذه الحالة، واجعل من الصبر والإقدام حليفاك الدائمان، وحاول التحلي بالهمة العالية عند المذاكرة، وستجد أنّ الوسواس يحاول صرفك عن الدراسة، وهذا أمر اعتيادي يحدث لكثير من الطلاب والعاملين، حيث يحاول مهاجمة الإنسان حين يبدأ في الاستغراق في انجاز عمل ما، وهنا لا بدّ أن تأخذ حذرك منه كما أمرنا ديننا الحنيف، وألّا تجعله يحرز هدفاً ويشغلك عما بدأت وصممت على انجازه. ولمساعدتك في طرد وسواسك والتغلب عليه حاول ألّا تجلس لفترات طويلة في مقعدك دون حركة، واجعل لنفسك قسطاً من الراحة من آنٍ لآخر، يسمح لك هذا القسط بتبديل جو الغرفة والدراسة، فلا ضير من الوقوف قليلاً في الهواء الطلق، أو تناول بعض العصائر التي تعيد للجسم نشاطه وكأنه بدء من جديد، كما يمكن شرب القهوة أو الشاي ولكن بالطبع بدون إسراف، واحذر تناول أي نوع من الأدوية التي تعمل كمنبهات بدون استشارة طبية. اعتمد أسلوب تلخيص الدروس وكل ما هو متعلق بالمادة التعليمية وايجازه في صفحات قليلة، حيث تعتبر هذه الطريقة من أفضل طرق الاستعداد للامتحان، وهذا يساعدك في تخفيف حمل كبر حجم المادة، وما ينتج عنه من توتر، كما يساعد في معرفة النقاط المهمة التي تحتويها. واكب على المراجعة المستمرة لكل ما قمت بدراسته، ولا تنسى الالتزام بطريقة منظّمة، كما قم بمراجعة كل ما قمت بتلخيصه سابقاً، ولمراجعة أكثر نجاحاً حاول أن تكون المرة الأولى دقيقة ومتأنية وكأنّك تدرس المادة لأول مرة، وفي المرات التالية تكون أسرع، وحين تباشر بالمراجعة لا تضع أمام عينيك هدف الانتهاء من المراجعة بل هدفك هو أن تفهم وتستوعب ما تقرأه، فليس من الصحيح القراءة من مصادر عديدة وجديدة في الأيام الأخيرة ما قبل الامتحان، لأنّ الاستيعاب يقلّ في هذه اللحظات، فستجد أنك تحمل ذاكرتك عبئاً أكبر. تحلى بالإيجابية قدر المستطاع خلال المراجعة، فالمراجعة لا تعني بمفهومها الضيق إعادة قراءة ما تم دراسته مسبقاً، أو عملية مرور سريع على بعض التلخيصات، ولكنها عملية نشطة تحتاج لقدر كبير من التفاعل بينك وبين المادة التعليمية، سواء أخذ التفاعل صورة نقدية أو فكرية، كما ركز في مراجعتك على المفاهيم والمصطلحات، وتأكد من أنّك متمكن من تطبيق القوانين والنظريات، وإثباتها بالحجج والبراهين. حاول تعويد نفسك على طريقة سهلة في استرجاع المعلومات واستخدامها، فقم بالتدرب على عملية الاسترجاع وساعد نفسك على ربط الأفكار ببعضها البعض. ادمج نفسك في المراجعة التعاونية، يتبع الغالبية العظمى من الطلاب أسلوب المراجعة المنفردة، ولكن هذا الأسلوب سيشعرك بأنّك تأخرت عن الركب، ولحل هذه المشكلة لا بدّ من اتباع المراجعة التعاونية، والتي تتشكل أهميتها في أنّها تجعلك ترتاح نفسيا بأنّك لست وحدك، كما تساعدك على تبادل الأفكار والمراجع مع الطلبة والتعليق على إجاباتهم بطريقة بناءة، وفيها تستطيع تحديد مستواك بين أقرانك من الطلبة، والذي يشكل حافزاً لمواصلة العمل، ويعطيك مزيداً من الثقة والتفاؤل، بالإضافة إلى أن في هذا الأسلوب من المراجعة توفير للوقت. حافظ على جدول مراجعة متوازن، وأن يحتوي أكثر من مادة في اليوم الواحد، أفضل من أن يحتوي على عدة موضوعات من نفس المادة لما يخلفه من ملل، ولا تنسى أن تعطي كل مادّة حقّها اللازم، كما لا تنسى حقك من الراحة. حاول الاطلاع على أكبر قدر ممكن من الأسئلة التي تمر معك في المقرر الدراسي أو ما ورد من أسئلة في امتحانات سابقة، حيث إنّ المتعارف عليه هو أنّ الامتحانات تتبع نمطاً واحداً تقريباً، فبأدائك لامتحان سابق تزيل ما يسببه الامتحان القادم لك من رهبة. تدرب جيداً على التخطيط للإجابة، وكن على يقين بأنّ مهارة الاجابة على الأسئلة تتكون بالممارسة والتخطيط الكافيين. وأخيراً، التزم الأمانة في أداء واجبك، وتوجه بشكل إيجابي نحو الامتحان متيقناً أنّك ستُوفَّقُ بعون الله.

كيفية تنظيم الوقت

يقولون دائماً " الوقت من ذهب" ، فعلى الطالب أن يُنظم وقته ويقسمه بين الدراسة والراحة والأنشطة حتى لا يصل إلى مرحلة الملل أو الإرهاق الشديد وحتى يضمن الحصول على نتيجة جيدة وفيما يلي بعض النصائح لتنظيم الوقت : البداية المبكرة: البداية المبكرة تعتبر من أهم مفاتيح النجاح، فالطالب الذي يبدأ بالدراسة قبل الامتحانات بمدة كبيرة يستطيع أن يعطي كل مادة حقها وأن يُلِم بجميع جوانبها وبالتالي يستطيع تجنب الضغط النفسي والإرهاق خلال فترة الإمتحانات. تنظيم ساعات النوم : إن الحرمان من النوم يعتبرمن أكبر الأخطاء التي يرتكبها الطلاب خلال فترة الإمتحانات، وله آثار سلبية كثيرة على صحة الطالب وعلى مقدار تركيزه وفهمه للمواد، وبالتالي فإنّ تنظيم ساعات النوم يعتبر من الأمور المهمة فيجب ألا تقل عن 7 ساعات ليلاً بالإضافة إلى قيلولة خلال النهار؛ حيثُ أثبتت الكثير من الدراسات أن القيلولة لها أثر كبير في إعادة النشاط والحيوية للجسم. الاستيقاظ مبكراً : يعد وقت الفجرمن أفضل الأوقات للدراسة؛ حيثُ يكون الذهن في هذا الوقت في أفضل حالاته وتزيد القدرة على استيعاب المعلومات، بالإضافة إلى توفر الهدوء حيثُ يكون جميع الناس نائمون. ابدأ بدراسة المواد التي تتطلب منكَ وقتاً أقل ثُمَ بالمواد التي تتطلب وقتاً أكبر حتى تتفرغ لدراستها. خصّص جزءاً من وقتك للنشاطات: الكثيرمن الطلاب يلغون كلّ النشاطات التي كانوا يقومون بها قبل الثانوية العامة، مثل الرياضات التي كانوا يمارسونها أو خروجهم مع الأصدقاء وغيرها، ويعتبر هذا الأمر من الأخطاء الشائعة التي يقوم بها الكثير من الطلاب بضغط من الأهل والتي تزيد الضغط والتوتّرعلى الطالب وتؤدّي إلى التأثير على تحصيله الدراسي. تابع جميع المواد الدراسية ولا تتغيّب عن المدرسة أبداً؛ فالأستاذ قد يلفت نظرَكَ إلى معلومات معينة قد تكون مبهمة أو غير واضحة في الكتاب المدرسي. حدّد هدفك في الحياة وضعه نصبَ عينيك، واجتهد واتعب للوصول إليه وابتعد بعداً تاماً عن السلبية والإحباط وكلّ ما يؤدّي إليهما. شارك